طلبة هندسة تكنولوجيا الطيران نجحوا في تشغيل محركات الطائرات بزيت الخروع كوقود حيوي

 

وزير الطيران: نستهدف تحويل التجربة العلمية إلى مشروع قومي تجاري بسعر منافس

 

وزير البيئة: مستعدون لتقديم الدعم النقدي للمشروع.. ونصيب قطاع الطيران من الانبعاثات الكربونية 20%


كتب- أكرم مدحت 

 

بإمكانيات وتكنولوجيا مصرية خالصة، نجحت مجموعة من طلبة معهد هندسة وتكنولوجيا الطيران في  تجربة تشغيل محرك نفاث للطائرة باستخدام الوقود الحيوي، من خلال منتج مصري وهو زيت الخروع، وتبلغ نسبته في المنتج النهائي 5%.

 

جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقامتها وزارة الطيران المدني اليوم بهذه المناسبة، وتكريم الطلبة والمشرفين على المشروع من الباحثين، بحضور كل من شريف فتحى وزير الطيران المدني، والدكتور خالد فهمي وزير البيئة، والدكتور أحمد عوف عميد معهد هندسة وتكنولوجيا الطيران، ومجموعة من قيادات الوزارة وشركاتها التابعة.

 

وقدم طلبة معهد هندسة وتكنولوجيا الطيران والدكتورة أميرة السيد الباحثة البيئية بوزارة الطيران والمشرفة على المشروع، عرضا توضيحيا للتجربة والفوائد التي ستعود على الطيران المدني من استخدام الوقود الحيوي.

 

وفي كلمته، أكد شريف فتحي وزير الطيران المدني على أن نجاح هذه التجربة يفتح المجال نحو تأسيس صناعة محلية مستدامة ومجدية تجاريا لإنتاج وقود الطائرات، وأضاف أن هذه التجربة تتوافق مع التوجه الحالي لكل من منظمتي الايكاو والأياتا.

 

وقال إنه يجب ترجمة الابتكار العلمي الاستخدام التجاري للوقود الحيوي منخفض التكلفة بسعر تنافسي، ولكي يتحقق هذا الهدف فلابد أن نعمل تحت مظلة واحدة بالتعاون مع وزارتي البترول والبيئة، وكل الجهات المختصة بالدولة، ليكون مشروع إستراتيجي لأنه يحتاج إمكانيات ضخمة.

 

وأشار فتحي إلى أن التحدي الأكبر في المشروع هو الإنفاق عليه لإنتاجه بشكل تجاري، لأن تكلفته الحالية ستكون مرتفعة جدا، خاصة في ظل التراجع الكبير في سعر الوقود الأحفوري العادي، لافتا إلى أنه على مستوى العالم لم تخرج دراسة تفيد بتكلفة إنتاج الوقود الحيوي تجاريا وتحويله إلى مشروع صناعي، موضحا أن التنفيذ يحتاج إلى سنوات طويلة.

 

وأعرب عن سعادته وشعوره بالفخر بهذه النتيجة المبهرة لاستخدام الوقود الحيوي بالمحركات النفاثة، وبأيدي وخبرات مصرية خالصة، وبمشاركة الشباب المصري، متمنيا أن تلحق مصر بركاب الدول العظمى التي بدأت الاستثمار في هذا المجال.

 

 

وفي سياق متصل، أعلن الدكتور خالد فهمي وزير البيئة أن الوزارة على استعداد لتقديم الدعم النقدي المباشر للمشروع، مشيرا إلى أن قطاع البيئة سيكون المستفيد الأكبر منه، نظرا لهدفه في تقليل الانبعاثات الكربونية، والتي وصلت في مصر إلى 197 مليون طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، يساهم قطاع الطيران فيه بنسبة 20%، وذلك وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

 

وأوضح فهمي أن البحث العلمي للمشروع يحتاج السياسات التي تجعل البيئة ملائمة له، مثل مناطق زراعة نبات زيت الخروع، وتوجهات الدولة في استخدام الوقود البديل، وكيفية استغلال مياه الصرف الصحي المعالجة لهذا الغرض.

 

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد عوف عميد معهد هندسة وتكنولوجيا الطيران، إنها التجربة الثانية لتشغيل محرك نفاث بالوقود الحيوي، ونستهدف أن يخرج المشروع لحيز التنفيذ والإنتاج قبل عام 2020، وإلا سنتعرض لغرامات بيئية للطيران في سماء أوروبا، وضرب مثالا لنجاح التجربة في البرازيل منذ سنوات، مشيرا إلى أن مصر لا تحتوي على منظومة لتخزين أو نقل هذا النوع من الوقود.

 

وأضاف أنه كان هناك تجربة في عام 2014 لإنتاج الوقود الحيوي من الزيت المعاد استخدامه بنسبة مساهمة 5% من الوقود، والتجربة الحالية بزيت الخروع بنسبة نحو 7%، ومن المستهدف أن تصل إلى 20% من الوقود الحيوي المستخدم لتشغيل محركات الطائرات.

 

يأتى ذلك في إطار توجهات وزارة الطيران المدني لمواكبة الاهتمام العالمى بالحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة والتوافق مع المتطلبات المحلية والدولية التي أقرت استخدام الوقود البديل "الحيوي" على رأس المحاور غير السوقية، والتي ستطبق من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني "أيكاو" على المدى القصير والبعيد، لخفض انبعاثات الطائرات، مع الاستفادة منه كإحدى المساهمات الوطنية المصرية المقدمة للأمم المتحدة تطبيقا لاتفاق باريس للتغير المناخي.